لم يكن أحد ليتوقع أن تكون سنة 2025، التي تسبق العد التنازلي للانتخابات التشريعية المقررة في 2026، هي السنة التي يبرز فيها “السحر” كأداة حاسمة في الصراع الانتخابي.
فبدلاً من أن يركز الفاعلون السياسيون على تجهيز برامج انتخابية أو بناء تحالفات استراتيجية، قرر بعضهم أن يستعين بـ”الطلاسم السحرية” لتدشين موسم التسخينات الانتخابية. نعم، الطلاسم المدفونة في الأرض أصبحت جزءًا من المعركة السياسية!
ويبدو ان الرسالة المشفرة التي حاول من يقف وراء هذه الخطوة، مفادها هو ان السياسة لم تعد تحتاج إلى برامج انتخابية قوية أو حلول عملية للمشاكل الاجتماعية، فأنت ربما لست على دراية بما يحدث في بعض الأوساط السياسية.
فبعد أن فشل البعض في تقديم برامج انتخابية تثير الاهتمام، وجدوا الحل في “سحر” يحاكي قصص ألف ليلة وليلة: طلاسم صور مطوية و”رموز سحرية” تهدف، على ما يبدو، إلى تغيير مجريات الانتخابات القادمة.
تخيلوا الأمر: بدلاً من منصات انتخابية مليئة بالخطابات المنطقية، نجد أنفسنا في قلب مشهد غريب يحاكي أكثر الأفلام إثارة، ولكن بلا حبكة مقنعة.
ومن المفارقات أن هذا “التسخين” يأتي في وقت حساس، حيث يفترض أن تكون السنة الأخيرة قبل الانتخابات فرصة لإطلاق مبادرات حقيقية تراعي تطلعات المواطنين.
ولكن بدلاً من أن نسمع عن مشاريع تنموية أو استراتيجيات سياسية، أصبحنا نسمع عن الطلاسم المدفونة في الأرض. وكأننا في أحد معارض السحر الأسود، لا في ساحة حوار سياسي جاد.
من الناحية السياسية، قد يعتقد البعض أن هذه الألعاب السحرية قد تشكل نوعًا من التجديد في الحملات الانتخابية، ولكن الحقيقة هي أن هذه التكتيكات لن تزيد الأمور إلا تعقيدًا.
فالمواطنون اليوم أصبحوا أكثر وعيًا، ولن تنطلي عليهم مثل هذه الحيل السحرية. فليست حلول مشاكلهم في الطلاسم ولا في الرموز المشفرة، بل في برامج واضحة وواقعية تلامس احتياجاتهم الحقيقية.
لكن لا يمكن إنكار أن هذه “التسخينات” الانتخابية قد أضافت نكهة غير تقليدية للموسم الانتخابي، لكنها قد تكون أيضًا سلاحًا ذو حدين.
فبينما يعتقد البعض أن الطلاسم يمكن أن تغير مسار المعركة، إلا أن الواقع يقول إن السياسة لا تُصنع في الخفاء، بل في الساحات العامة حيث يناقش المواطنون قضاياهم الحقيقية.