فضل تعاون وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، تمكنت السلطات الإسبانية، نهاية لأسبوع الماضي، من إحباط مخطط إرهابي كان يهدف إلى تنفيذ هجمات باستخدام مواد سامة.
وأوضحت مصادر أمنية أن المعلومات الاستخباراتية التي قدمها الجانب المغربي كانت حاسمة في تحديد هوية المشتبه به ورصد تحركاته، مما أسهم بشكل كبير في إحباط الهجمات المخطط لها.
وأسفرت العملية، التي جرت يوم الأحد الماضي، عن توقيف شخص يُشتبه بانتمائه إلى تنظيم “داعش”. ووصفت السلطات الإسبانية المشتبه به بـ”الإرهابي الخطير”، إذ كان يروج لأيديولوجية التنظيم عبر منصات مشفرة ويبحث في استخدام المواد الكيميائية لتنفيذ هجمات إرهابية.
ووفقًا للمصادر، فإن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب لعبت دورًا محوريًا في جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية التي مكنت من متابعة المشتبه به وتحركاته عبر منصات مشفرة. وقد سمحت هذه المعلومات للقوات الإسبانية بالتحرك بسرعة لتفادي الهجمات.
وأكد الحرس المدني الإسباني أن المشتبه به كان مرتبطًا بشبكة تضم ثمانية أفراد تم اعتقالهم في يوليو الماضي في عمليات أمنية منسقة في مدن إسبانية. وكانت الشبكة تستخدم تطبيقات مشفرة لنشر المواد الدعائية وتلقي التعليمات من قادة التنظيم.
كما شاركت وكالة الاتحاد الأوروبي للشرطة (يوروبول) في التحقيقات، حيث ساعدت في تحليل الأنشطة الإلكترونية التي ربطت المشتبه به بتهديدات إرهابية أوسع. وكشفت التحقيقات أيضًا عن صلات مباشرة للمشتبه به مع شباب في مليلية المحتلة، الذين خضعوا للتحقيقات منذ عام 2023.
وأسفرت العملية عن اعتقالات منسقة ومصادرة مواد دعائية وأجهزة إلكترونية، ما حال دون وقوع “كارثة إنسانية” في إسبانيا. وتعتبر هذه العملية نتيجة لتعاون أمني مثمر بين المغرب وإسبانيا، وهو ما يعزز الأمن الإقليمي ويساهم في مواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة.