تحت وابل من الأمطار الغزيرة التي جلبتها العاصفة “جانا”، عاش سكان مركز الجبهة، بإقليم شفشاون، ليلة عصيبة بعدما ارتفع منسوب واد مسيابة، مجتاحًا الشوارع والأزقة ومهددًا المنازل والبنية التحتية.
وفي مشهد يتكرر كلما حلت التساقطات المطرية الغزيرة، تحول هذا الوادي من شريان مائي إلى خطر محدق يجعل نعمة المطر نقمة على السكان.
وفي ظل الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي تسببت في اضطرابات جوية واسعة، وجد سكان الجبهة أنفسهم في مواجهة فيضانات جرفت معها الأوحال والحجارة، مما أدى إلى قطع بعض الطرق وتضرر المحال التجارية والمنازل القريبة من مجرى الوادي.
مشاريع الحماية لم تكتمل
ولتفادي تكرار سيناريو الفيضانات، أطلقت الجهات المختصة منذ سنوات مشروعًا لحماية مركز الجبهة، شمل بناء سد الجبهة عند منبع واد مسيابة، إضافة إلى مشاريع تهيئة الوادي وروافده.
غير أن هذه المشاريع لم تكتمل بالكامل بعد، ما جعل المنطقة عرضة لمخاطر السيول العنيفة.
وتقول مصادر محلية، أن نسبة تقدم أشغال بلغت أشغال السد أكثر من 90%، لكن الأمطار الأخيرة تؤكد الحاجة إلى مزيد من التدخلات لحماية الساكنة.
“جانا” تضرب بقوة
العاصفة “جانا”، التي ضربت عدة مناطق في المغرب منذ منتصف الأسبوع الماضي، جلبت معها أمطارا استثنائية ورياحا قوية، ما تسبب في اضطرابات جوية وتوقف حركة الملاحة البحرية بين المغرب وإسبانيا.
ورغم أن التساقطات المطرية كانت منتظرة بعد فترة من الجفاف، فإن سكان الجبهة ينظرون إليها بقلق، خشية أن تتحول إلى كارثة كما حدث في فيضانات 2015، التي تسببت في خسائر مادية وبشرية بالمنطقة.
وفي انتظار اكتمال المشاريع الوقائية، تبقى ساكنة الجبهة تحت رحمة واد مسيابة، الذي ما إن تهطل الأمطار الغزيرة حتى يتحول من مورد طبيعي إلى تهديد دائم.