تبدي الحكومة الإسبانية، تخوفا كبيرا من “التحول الديمغرافي” الذي يحصل داخل مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما مدريد، في ظل استمرار تدفقات الهجرة وتزايد أعداد السكان من أصل مغربي، وفق ما كشفت عنه وثيقة رسمية.
ومما جاء في الوثيقة التي نشرت صحيفة “إل بايس” بعض مضامينها، حكومة مدريد قلقة جدا من التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيش على وقعه مدينتا سبتة ومليلية، كنتيجة للإجراءات التي قام بها المغرب ضمن مساعيه لاسترجاعهما.
وأوردت الصحيفة الإسبانية، استنادا إلى نفس الوثيقة، أن حكومة مدريد، تعكف على بلورة خطة استراتيجية لمواجهة “الخناق الاقتصادي” الذي ترزح تحته المدينتين المحتلتين، محذرة من تنامي مشاعر الكراهية اتجاه الأجانب وتصاعد حدة الانقسام في أوساط ساكنة الحاضرتين.
ومن بين ملامح الخطة الاستعجالية الرامية لمواجهة طموحات المغرب، التي تحدثت عنها الوثيقة، مسارعة اسبانيا في ضم سبتة ومليلية إلى منطقة الاتحاد الجمركي وإصلاح النظام الاقتصادي للمدينتين، مع النهوض بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية التي تعتبر في أدنى مستوياتها، مقارنة مع المدن الاسبانية.
ويشير نفس التقرير، إلى نية المغرب بسط سيادته على مدينتي سبتة ومليلية، كانت قائمة منذ عقود طولية، غير أن اسبانيا كانت تغض الطرف عن هذه المساعي حفاظا على علاقتها مع جارها الجنوبي وشريكها الاستراتيجي، قبل أن ينفجر “برميل البارود” بعد استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو على أراضيها.