مع اقتراب الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا في يوليوز، تستعد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتجريب تقنية إلكترونية جديدة تهدف إلى التصدي لمحاولات الغش التي باتت تواكب الامتحانات كل سنة.
ويعمل الجهاز الجديد، المحمول من طرف فرق المراقبة، على رصد الإشارات الإلكترونية داخل قاعات الامتحان وفي محيطها، ما يتيح تعقب محاولات التواصل السري بين المترشحين، سواء عبر الهواتف أو السماعات أو أي وسيلة تقنية أخرى.
ويُرتقب أن يُحدث هذا النظام نقلة في طريقة محاربة الغش التي ظلت، رغم الإجراءات المشددة، تواجه تحديات متزايدة.
وأوضحت الوزارة في دورية رسمية أن هذه التقنية ستُستخدم في عدد من مراكز الامتحان خلال الدورة الاستدراكية، بعد تسجيل العديد من الحالات التي استعمل فيها الغشاشون وسائل متطورة، يصعب كشفها بالطرق التقليدية.
وخلال السنوات الماضية، انتشرت على منصات التواصل صور وفيديوهات تُظهر أساليب الغش، بعضها تم بطريقة علنية دون خوف من العواقب، ما زاد من الضغط الشعبي على الوزارة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
ويبدو أن السباق بين من يحاول الغش وبين من يحاول منعه بات يعتمد على التكنولوجيا، فبعد السماعات الصغيرة والكاميرات المخبأة، جاء الدور على أجهزة تعقب الإشارات، في محاولة لحماية مصداقية شهادة الباكالوريا، التي تشكل بوابة أساسية نحو الجامعة وسوق الشغل.
ويرى متابعون أن نجاح هذه التقنية قد يدفع إلى تعميمها في الدورات المقبلة، خاصة وأنها تُسجَّل كل سنة آلاف الحالات التي تُعرض أصحابها لعقوبات قد تصل إلى السجن أو المنع من اجتياز الامتحانات.
وفي انتظار الحصيلة النهائية، يبقى الرهان معقوداً على وعي المترشحين، وعلى إقناعهم بأن النجاح الحقيقي لا يُشترى بجهاز أو يُنتزع بحيلة، بل يُنتزع بالاجتهاد.