في مواجهة تفشي الحشرة القرمزية التي ألحقت أضرارًا جسيمة بزراعة الصبار في المغرب، تكثف السلطات الزراعية جهودها لاعتماد حلول جديدة تستند إلى البحث العلمي والتأطير الفلاحي.
ومع تراجع إنتاج الصبار في عدة مناطق بسبب هذه الآفة، تراهن وزارة الفلاحة على أصناف مقاومة تم تطويرها حديثًا لإنقاذ هذه الزراعة الحيوية، التي تمثل مصدر دخل أساسي للعديد من الفلاحين.
على مدى السنوات الأخيرة، انتشرت الحشرة القرمزية بسرعة في حقول الصبار، متسببة في ذبول النباتات وتراجع الإنتاجية. ورغم محاولات المكافحة بالمبيدات البيولوجية والتقليم، إلا أن الآفة واصلت الانتشار، ما دفع الباحثين إلى البحث عن حلول أكثر استدامة.
وأثمرت جهود البحث الزراعي عن تطوير ثلاثة أصناف جديدة من الصبار قادرة على مقاومة الحشرة القرمزية، حيث بدأت عملية غرسها في المناطق الأكثر تضررًا ضمن برنامج وطني لإعادة تأهيل هذه الزراعة.
في الحسيمة، حيث فقد المزارعون مساحات واسعة من حقول الصبار، نظمت المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لقاءً تواصليًا لتعريف الفلاحين بهذه الأصناف الجديدة وحثهم على تبنيها كبديل فعال.
وقالت وفاء عبى، المديرة الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة الزراعية.
إلى جانب تقديم الحلول التقنية، تعمل السلطات على توعية الفلاحين بضرورة اعتماد ممارسات زراعية حديثة للحد من انتشار الحشرة القرمزية.
ويشمل ذلك تحسين أساليب الري والتسميد، والالتزام بمسارات زراعية تضمن حماية المحصول. كما يتم التركيز على تثمين مشتقات الصبار، بما في ذلك زيت بذوره ومشتقات التجميل، لضمان استمرارية السلسلة الإنتاجية ورفع مداخيل الفلاحين.
وبينما تتواصل جهود التجارب الزراعية لتوسيع رقعة زراعة الأصناف المقاومة، يأمل المزارعون في أن تمثل هذه المبادرات نقطة تحول تنقذ الصبار من الانقراض في المغرب، خصوصًا في المناطق التي يعتمد سكانها عليه كمصدر رئيسي للغذاء والدخل.
ومع تصاعد تحديات التغير المناخي والآفات الزراعية، بات من الضروري تعزيز البحث العلمي وإيجاد حلول مبتكرة لحماية الزراعات المحلية وضمان استدامتها للأجيال المقبلة.