حسن أبارو .. فنان تشكيلي يبحث عن الإلهام في بيئته
إعلان على اليمين 160×600
إعلان على اليسار 160×600



الإشهار 2

حسن أبارو .. فنان تشكيلي يبحث عن الإلهام في بيئته

إشهار مابين الصورة والمحتوى

يعتبر الفنان  التشكيلي، حسن أبارو، من الفنانين المغاربة الذين يبحثون عن الإلهام وعن تقنيات ومواد الإبداع انطلاقا من محيطهم البيئي.

باستعمال أية مادة طبيعية قد تقع عليها يده، يركز حسن أبارو في إبداعاته المتقنة الجميلة على المساحات والمواد التي يلامسها كل يوم، ليعكس عمله عمق العلاقة التي تربط الفنان بمحيطه، والتي يلخصها بشكل موجوز في المفهومين الفنيين الرئيسيين “المادة” و”الفضاء”.

هما تيمتان طاغيتان على سبيل المثال في المعرض الفني الذي يقيمه الفنان ابن منطقة سوس بمدينة طنجة إلى غاية 19 ماي الجاري بعنوان “المادة والفضاء، تأملات فنية”، وذلك بالرواق الفني الجديد الذي افتتحته مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالمركز الثقافي “إكليل”.

بالنسبة لحسن أبارو، المولود سنة 1978 وأستاذ الفنون التشكيلية، يعد الفضاء مفهوما هلاميا يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة، حيث يستكشف المناطق الرمادية بين المساحات غير الشفافة والمضاعفة والمشتتة لخلق مجموعة متنوعة من الأفكار ووجهات النظر، وفي الوقت نفسه يستمد الإلهام من المكونات الطبيعية البسيطة، مثل التراب والحجر والرماد والجير.

وفي هذا السياق يرى الناقد الفني عز العرب قرشي أن التشكيلي حسن أبارو لا يحتاج الى التحليق في السماء أو الغوص في أعماق البحر ليستلهم الأفكار، بل يطلق العنان لحدسه الفني الذي يقوده الى عوالم الإبداع، فالبيئة التي يعيش فيها صارت مصدرا للإلهام، يستقي منها المواد الخام التي ما إن يضفي عليها لمسته المتميزة حتى تتحول الى لوحات فنية راقية.

وأعمال حسن أبارو، الذي سبق أن حصل على الجائزة الأولى في مسابقة الفنانين التشكيليين الشباب ومسابقة النحت على الرمال في أكادير، تعطي الانطباع بأن الفنان التشكيلي يبرع في دمج عناصر الطبيعة في تعبيراته الفنية المختلفة بحيث يخلق ب “عفويته” انسجاما بين المواد والخطوط والأشكال الهندسية بغية تحقيق التوازن.

وعلى هامش افتتاح معرضه بطنجة، أكد حسن أبارو أنه يستعمل في لوحاته التشكيلية مواد أولية من كل جغرافيا المملكة المغربية، كتعبير خاص عن غنى المغرب وتنوعه وارتباط الإنسان المغربي بالأرض وهويته الوطنية، مبرزا أنه يشتغل بالأساس على المواضيع التي ترمي إلى تعزيز الوعي العام بقضايا البيئة وتربية الناشئة على العناية بالمحيط الإيكولوجي والتنوع البيولوجي.

وقال إن إبداعاته التشكيلية المقدمة بهذا المعرض تعتمد بالأساس على الفضاء والمادة كمنظور فريد يؤكد على علاقة الفنان ببيئته، وهي أيضا شهادة على قوة الطبيعة في إلهام وإثراء حياة الأفراد والمجتمع، وكذا تسليط الضوء على خصوصيات كل مناطق المغرب، والتي تصلح كل واحدة على حدة لأن تشكل مادة فنية غنية بغنى الروافد الثقافية للمغرب.

وتمتزج عوالم الفنان حسن أبارو الداخلية والخارجية في أعماله، حيث يكون انصهارها في بعضها البعض مدخلا للبوح بأحاسيسه. فهو يوظف التأملات الداخلية للتعبير عما يخالجه من مشاعر فياضة تقوده الى الاحساس بالوئام الانسجام مع نفسه ومع الآخر. فالصمت الذي يطبع فنه يمكن اعتباره انعكاسا للسكينة التي يتوق إليها.

وبدأ حسن أبارو نشاطه في مجال الرسم والصباغة سنة 1997، كما شارك في عدة معارض وإقامات فنية في المغرب والخارج، من بينها على الخصوص مشاركة متميزة بمدينة الفنون العالمية، باريس، وبمركز الدراسات الفنية والتعبير الأدبي والإنتاج السمعي البصري التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، كما أنها أول فنان يعرض بالرواق الجديد لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بطنجة.


الإشهار بعد النص
شاهد أيضا
عداد الزوار