بدأت سلطات مدينة طنجة، السبت، تنفيذ أشغال الهدم التدريجي لسوق “فندق الشجرة” الواقع داخل النسيج التاريخي للمدينة العتيقة، في خطوة أولى نحو إطلاق مشروع تأهيلي شامل يروم إعادة إحياء هذا الفضاء التجاري العريق وتحسين ظروف استغلاله من طرف المهنيين.
ويُعد المشروع، الذي رُصد له غلاف مالي يناهز 17.52 مليون درهم، إحدى أبرز عمليات التهيئة المندرجة ضمن برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة، تحت إشراف وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، وبشراكة مع جماعة طنجة والسلطات المحلية وعدد من المتدخلين المؤسساتيين.
ويمتد هذا الورش، على مدى اثني عشر شهراً، ويهدف إلى إعادة تأهيل البنية العمرانية للسوق، مع الحفاظ على طابعه المعماري التقليدي، من خلال ترميم الواجهات، وإعادة تنظيم المحلات، وتهيئة البنيات التحتية المرتبطة بشبكات الماء والكهرباء والتطهير السائل، فضلاً عن تحسين المسالك الداخلية والمرافق الصحية.
وتقرر بشكل مؤقت إعادة توطين التجار إلى فضاء بديل بالسوق النموذجي بمنطقة الدرادب، في إجراء يهدف إلى ضمان استمرارية النشاط التجاري خلال فترة الأشغال، مع التزام السلطات بتمكينهم من العودة إلى السوق المعاد تأهيله فور الانتهاء من الورش.
ويكتسي سوق “فندق الشجرة”، الذي يعود إلى بدايات القرن العشرين، رمزية خاصة داخل الذاكرة الحضرية لطنجة، بالنظر إلى طابعه الشعبي وموقعه المركزي على مقربة من المآثر التاريخية الكبرى للمدينة.
غير أن التدهور التدريجي لبنيته وتنامي مظاهر العشوائية داخله جعلاه في حاجة ملحة إلى إعادة الاعتبار والدمج في الدورة الاقتصادية الجديدة.
ويندرج هذا المشروع في إطار رؤية وطنية للنهوض بالمدن العتيقة وتثمين رصيدها العمراني والاقتصادي، تفعيلاً للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحويل التراث المعماري إلى رافعة للتنمية المندمجة، عبر تحسين جودة العيش وجذب الاستثمار وتعزيز الجاذبية السياحية للمدن التاريخية.