في تحول نوعي يزاوج بين الابتكار البيئي والتدخلات الميدانية الذكية، أطلقت عمالة طنجة-أصيلة مبادرة رائدة لمكافحة الحشرات تعتمد على إدماج الطائرات المسيّرة (درون) ضمن منظومة رش المبيدات، استجابةً للانتشار الموسمي الكبير للبعوض، خاصة في المناطق الرطبة وشبه المعزولة بضواحي طنجة وأصيلة.
وحسب معطيات حصلت عليها جريدة طنجة 24 الالكترونية، فان هذه الخطوة تأتي في سياق موجة ارتفاع درجات الحرارة التي يعرفها الشمال المغربي مع بداية فصل الصيف، حيث تساهم الظروف المناخية في مضاعفة بؤر توالد الحشرات، ما يفرض تدخلات نوعية تتجاوز الوسائل التقليدية التي غالباً ما تعجز عن الوصول إلى المواقع الوعرة أو المستنقعات المتفرقة.
ولهذا الغرض، سيتم بتنسيق بين ولاية طنجة ومكتب حفظ الصحة بجماعة طنجة، توظيف الطائرات المسيّرة بخزانات بسعة 40 لتراً وأنظمة رش دقيقة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديد المواقع الجغرافية (GPS)، ما يسمح بتوجيه التدخلات بشكل محكم، سواء من حيث التوقيت أو الموقع، مع تقليص هامش الخطأ وتحسين النجاعة الميدانية.
ولا تقتصر أهمية هذه التجربة على بعدها التقني، بل تندرج ضمن رؤية شمولية تعتمدها مصالح عمالة طنجة-أصيلة، تقوم على التدبير المندمج لمحاربة نواقل الأمراض وتعزيز السلامة الصحية والبيئية لساكنة المجال الترابي. ويُنتظر أن يشمل تعميم هذه المقاربة مختلف الجماعات التابعة للعمالة، بما فيها المناطق القروية والتجمعات السكنية المحاذية للوديان والبرك الطبيعية.
ويُنظر إلى هذا المشروع كإحدى بوادر التحول الذكي في تدبير الخدمات الترابية، ضمن دينامية أوسع تشهدها طنجة الكبرى نحو تحديث الوسائل اللوجستية والتقنية، خاصة في الملفات ذات الصلة بالصحة والبيئة وجودة الحياة.
ويأمل القائمون على البرنامج أن تسهم هذه التكنولوجيا في الحد من انتشار الحشرات، وتحسين جودة عيش الساكنة، وخلق بيئة أكثر استدامة، تتماشى مع التطلعات التنموية الجديدة التي تعرفها عمالة طنجة-أصيلة.