أفردت مجلة بريطانية؛ مقالا خاصا عن مدينة شفشاون؛ مبرزة من خلاله مختلف معالم الحاضرة الزرقاء التي تغري السياح من شتى دول العالم.
وكتبت مجلة “متش بييتر أفونتشير” التي بالمجالس السياحي؛ أن الزائر لمدينة شفشاون سيعجب بشوارع المدينة شديدة الانحدار والأسواق والسلالم، وسيجد نفسه محاطا باللون الأزرق النابض بالحياة.
واستعرض كاتب المقال تفاصيل عديدة عن مدينة شفشاون، مبرزا أن شوارعها الزرقاء ومنازلها المكتظة بإحكام، والمكدسة تحت جبال شمال غرب المغرب، لا تشبه أي مدينة أخرى على وجه الأرض، ودعت السياح إلى التجول في متاهة المدينة القديمة والمرور بأسواق تبيع سجادا محليا أو جلودا (أسواق على طراز البازار).
وعن تضاريس المدينة أورد المقال، أن شفشاون تقع في سفوح جبال الريف على ارتفاع 600 متر، وخلفها جبل القلعة (1616 مترا) وجبل تسوكة (2118 مترا) أيضا في مكان قريب، على الرغم من المناطق الجبلية المحيطة، فهذه ليست أراضٍ جافة.
وجاء في مقال الكاتب كيني ستيوارت، الذي سبق أن اشتغل في الغارديان والبي بي سي، أنه يوجد ما يقرب من 300 هكتار من الغابات تحيط بشفشاون، وتعتبر المنطقة واحدة من أغنى المناطق في المغرب من حيث التنوع البيولوجي، وهو أمر واضح بشكل خاص في منتزه تلاسيمتان الوطني، موطن ثعالب الماء وقرود المكاك ومئات الطيور التي تعيش بين الوديان والمنحدرات الوعرة والمساحات الخضراء المورقة من أشجار الأرز والصنوبر.
وأوضح الكاتب: “لم تكن الأرض الخصبة ولكن هجوم القوات البرتغالية بقيادة الملك أفونسو الخامس أدى إلى تأسيس شفشاون عام 1471. كان هناك سكن بشري في المنطقة قبل ذلك بالطبع، لكن بعد ذلك فقط بدأت قلعة شفشاون تزدهر كمدينة أوسع، مع غمراس (مجموعة من القبائل المغربية الشمالية)، موريسكوس (مجموعة من أصول مسلمة) واليهود الذين فروا من إسبانيا والبرتغال استقروا في المنطقة، ومع تضاؤل تهديد البرتغاليين ببطء، بدأت مدينة تظهر حول القلعة القديمة، وازدهرت المدينة على طريق التجارة بين فاس وتطوان، وازداد عدد السكان مع وصول المزيد من اللاجئين المسلمين واليهود، الفارين من محاكم التفتيش الإسبانية. كانت المدينة مغلقة للمسيحيين ومعظم الأوروبيين حتى أوائل القرن العشرين”.
وعن جوانب تاريخية من المدينة كتب الكاتب: “في الواقع، لا يوجد سوى ثلاثة مسافرين أوروبيين تم تسجيلهم بالتسلل إلى المدينة قبل ذلك الوقت. الأول كان المستكشف الفرنسي شارل فوكو في عام 1883، الذي تمكن من الوصول أثناء تظاهره بأنه حاخام. وآخر هو الصحافي الإنجليزي والتر هاريس، الذي تنكر في عام 1889 على أنه تاجر مغاربي من فاس، وركب حمارا من طنجة، وكتب لاحقا أنه: “من المستحيل تماما على مسيحي” زيارة المدينة، والثالث كان مبشرا يدعى ويليام سمر الذي أثبت وجهة نظر هاريس”.
المجلة الإنجليزية كتبت حيزا يتعلق بكيفية الوصول وزيارة شفشاون، إذ تحدث الكاتب الصحفي على أن: “الوصول إلى المدينة بسهولة يتم بالحافلة من طنجة أو الدار البيضاء أو فاس (على الرغم من أن الرحلة تستغرق بضع ساعات)، وسيسعد المتنزهون بمعرفة أن المناظر الطبيعية الصخرية لجبال الريف يمكن الوصول إليها بسهولة من هناك. حيث يمكنك المشي مباشرة خارج المدينة وإلى الجبال أعلاه ويمكنك اتباع درب إلى قمة جبل القلعة، الذي يمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام من ست إلى ثماني ساعات.. يتم الوصول إلى القمة من خلال زحف قصير، ثم الوصول إلى المنظر البانورامي من قمة الجبل”.
وختم الصحافي البريطاني بالتأكيد أن: “الطابع الملون لشفشاون يجعلها مكانا ساحرا للعودة إليه في نهاية اليوم.. وأفضل طريقة للاستراحة بعد التنزه هي تناول كباب لحم الضأن وشرب الشاي بالنعناع في الشوارع الزرقاء لأجمل مدينة في المغرب”.