يحتفل المسلمون في مدينة سبتة المحتلة، بعيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو، تماشيا مع الموعد الذي حددته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة، بعد إعلانها إتمام شهر ذو القعدة ثلاثين يوماً واعتماد الخميس 29 ماي أول أيام ذي الحجة.
ويعكس هذا التوافق في التاريخ استمرار الارتباط العملي لشريحة واسعة من سكان سبتة بالتقويم الديني المغربي، في ظل غياب مرجعية دينية مستقلة محلية، وهو ما يرسّخ حضور البعد الروحي للمملكة في المدينة المحتلة، رغم الوضع القانوني القائم.
السلطات الإسبانية في سبتة، ورغم إدراجها ليوم الجمعة 6 يونيو كعطلة رسمية بمناسبة العيد، لم تعارض إقامة الشعائر يوم السبت، في موقف يعكس مرونة ضمنية تجاه المرجعية المغربية، التي لا تزال حاضرة بقوة داخل الأوساط الإسلامية في المدينة، سواء من حيث مواعيد المناسبات أو مضمون الخطب والفتاوى.
وتأتي المناسبة هذا العام في سياق خاص، بعدما دعا الملك محمد السادس إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي، بالنظر إلى تداعيات الجفاف وغلاء المواشي. وهي دعوة لاقت صدى لدى فاعلين دينيين ومدنيين في سبتة، حيث اختارت بعض الجمعيات الالتزام بها، بينما وفرت أخرى عدداً محدوداً من الأضاحي بسقف سعري لا يتجاوز 300 يورو، في محاولة لمراعاة القدرة الشرائية.
وفي المقابل، تبنّت هيئات إسلامية في مدينة مليلية موقفا أكثر تحفظا، واختارت عدم تنظيم عمليات الذبح هذا العام، مبرّرة ذلك بضرورة التركيز على الجوانب الرمزية والاجتماعية للعيد.
وتؤكد هذه المعطيات أن الحضور المغربي في سبتة لا يقتصر على النقاش السيادي، بل يتجلى في تفاصيل الحياة اليومية، وعلى رأسها الممارسة الدينية التي لا تزال مرتبطة عضوياً بتوجيهات الرباط.