افتُتح مساء الخميس، برواق دار الشباب حسنونة بمدينة طنجة، معرض تشكيلي جماعي للوحات أبدعها مستهلكون سابقون للمخدرات، يوجدون حالياً في طور العلاج وإعادة الإدماج، وذلك في مبادرة فريدة تروم توظيف الفن كرافعة للعلاج والدعم النفسي.
المعرض، الذي تنظمه جمعية حسنونة لمساندة مستعملي ومستعملات المخدرات، يعكس ثمرة جهود مجموعة من المستفيدين والمستفيدات من مسار علاجي يقوم على الأدوية البديلة والمواكبة النفسية والاجتماعية، بهدف إعادة إدماجهم كأفراد كاملي المواطنة.
وأكدت فوزية بوزيتون، مديرة الجمعية، في كلمة خلال الافتتاح، أن هذا الحدث الفني يُعد تتويجاً لمقاربة إنسانية تعتمد الصحة العامة وتناهض الوصم والتمييز، مشيرة إلى أن المعرض هو تجسيد عملي لنهج “العلاج بالفن”، الذي يدمج الرسم والمسرح والشعر كأدوات تعبيرية في مسار التعافي من الإدمان.
وتحمل الدورة الأولى للمعرض اسم “دورة حسن استيتو”، تخليداً لاسم أحد أوائل المتعاطين الذين دافعوا عن إدماج العلاج بالميثادون كبديل للمخدرات الأفيونية، وأسّس لاحقاً مجموعة للدعم الذاتي.
وتضمنت الأعمال الفنية المعروضة لوحات عاكسة لتجارب معيشة مستهلكي المخدرات، بعضها قاتم اللون أو حاد التكوين، وأخرى تضم قصاصات صحفية توثق قضايا الإدمان وحقوق المتعاطين في الحياة الكريمة، في تعبير صادق عن الهواجس الداخلية والسعي نحو الأمل.
ويُعد هذا المعرض الأول من نوعه بمدينة طنجة، ويأتي في إطار الحملة الدولية “ندعم ولا نعاقب”، الداعية إلى تبني سياسات غير عقابية في التعامل مع قضايا المخدرات، وتشجيع بدائل قائمة على الكرامة والعلاج والإدماج.