تترقب الموانئ المغربية، اعتبارا من يوم الثلاثاء الذي يصادف اول ايام شهر يوليوز، تسارعا ملحوظا في وتيرة عبور مغاربة المهجر نحو المملكة، مدفوعا ببدء العطلة المدرسية الرسمية في عدد من بلدان الاقامة الاوروبية، وحلول اولى فترات الذروة ضمن عملية “مرحبا 2025”.
وتقدر الطاقة الاسبوعية المخصصة لهذه العملية بـ520 رحلة بحرية، وفق معطيات رسمية، تنقل حوالي 500 الف مسافر و130 الف مركبة.
ويؤمن هذه الرحلات اسطول مكون من 29 باخرة، موزعة على 12 خطا بحريا، تربط موانئ المملكة بنظيراتها في اسبانيا وفرنسا وايطاليا.
وفي اسبانيا، اتخذت السلطات المينائية اجراءات تنظيمية خاصة لتدبير الضغط المتوقع خلال الاسبوع الاول من يوليوز، ابرزها فرض التوفر على تذاكر “مغلقة” تتضمن موعد العبور بدقة، والزامية الحضور الى الميناء قبل ست ساعات من الانطلاق بالنسبة للخط الرابط مع طنجة المتوسط، وساعتين بالنسبة لخط طريفة.
ويمثل ميناء طنجة المتوسط الحلقة المركزية في هذه العملية، بفضل تجهيزاته المتقدمة وقدرته العالية على امتصاص الضغط، فضلا عن انسيابية مساراته الداخلية، التي تقلص زمن الانتظار وتؤمن عبورا اكثر احتراما للكرامة.
ويواصل هذا الميناء تثبيت موقعه كمرفق استراتيجي اقليمي، في وقت تشهد فيه بعض نقاط العبور الثانوية اختلالات متكررة، سواء من حيث التنظيم او البنية، رغم ضعف تدفق المسافرين عبرها.
وقد عبأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن ازيد من 1200 اطار ومتطوع لتأمين الدعم الاجتماعي والطبي للمسافرين، فيما تم تسخير نحو 60 الف فرد من عناصر الامن والجمارك والسلطات الصحية، لضمان انسيابية العبور بالموانئ الكبرى، وفي صدارتها طنجة المتوسط، ثم الناظور والحسيمة.
وتنصح السلطات المغربية الجالية بتفادي السفر خلال ايام الذروة، خاصة في الاسبوع الممتد من 1 الى 7 يوليوز، حيث يتوقع ان يبلغ الاقبال ذروته، في ظل التقاطع الزمني بين عطلة الصيف الاوروبية وبداية موسم الاصطياف بالمغرب.
وتستمر عملية “مرحبا 2025” الى غاية منتصف شتنبر، في واحدة من اكبر عمليات التنقل الموسمي في العالم، بمشاركة منسقة بين السلطات المغربية ونظيراتها الاسبانية، وتشمل تدابير انسانية وامنية وصحية، تروم تسهيل عودة قرابة ثلاثة ملايين من مغاربة العالم الى وطنهم.
ويحظى ميناء طنجة المتوسط بتقدير متزايد من طرف المؤسسات الدولية المختصة، حيث صنفه تقرير للبنك الدولي ضمن افضل الموانئ التجارية في العالم من حيث الكفاءة، متقدما على مرافئ اوروبية وامريكية كبرى.
ويأتي هذا التصنيف ليعزز موقع الميناء كركيزة لوجيستية عابرة للقارات، وكواجهة بحرية تستجيب لمعايير الجودة والسرعة، في محيط اقليمي لا يخلو من اختلالات تنظيمية وهيكلية تعرقل حركة العبور وتثقل كاهل المسافرين.