تعيش منطقة مضيق جبل طارق، اعتبارا من يوم الأربعاء، اضطرابات جوية تُنذر بتأثيرات ملموسة على السواحل الشمالية المغربية، في ظل استمرار تمدّد العاصفة “أوليفييه” القادمة من المحيط الأطلسي نحو تخوم غرب البحر الأبيض المتوسط.
ويُرتقب أن يمتد هذا التدهور في الأحوال المناخية، الذي سبق أن توقّعت ملامحه وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، إلى غاية يوم الجمعة 11 أبريل، مع تسجيل رياح قوية وأمواج بحرية مرتفعة، ما يُعقّد ظروف الملاحة في قنوات الربط البحري بين المغرب والضفة الأوروبية.
وتُظهر المعطيات الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أنّ رياح “الليفانتي” الشرقية مرشحة للتصاعد خلال الأيام الثلاثة المذكورة، لتبلغ سرعات تُقارب 80 كيلومترًا في الساعة، مقرونة ببحر مضطرب تصل فيه قوة الرياح إلى الدرجة السابعة حسب التصنيف البحري.
ودفعت هذه المعطيات السلطات الإسبانية إلى تفعيل درجات تحذير متفاوتة (بين الأصفر والبرتقالي) تشمل كامل المنطقة البحرية الممتدة من طريفة إلى سواحل قادس، بما في ذلك محيط رأس طرفاية جنوبًا.
ولا تستبعد النشرات اليومية لوكالة الأرصاد الإسبانية، أن تؤثر هذه الأحوال الجوية على انتظام الرحلات البحرية في مضيق جبل طارق، خصوصا على مستوى خطوط الربط بين موانئ طنجة وسبتة وطريفة.
وبينما لم تُعلن شركات الملاحة إلى حدود اللحظة عن إلغاءات كبيرة في برامج الرحلات، فإن وتيرة الرياح وارتفاع الموج قد تفرضان تعديلات ظرفية، أو تعليقًا مؤقتًا لبعض الدوريات، رهنًا بتطورات الطقس.
ويرى المصدر الإسباني، أن خطورة الوضع لا تكمن فقط في صعوبة الإبحار، بل أيضًا في احتمال تشكل بحر شديد الهيجان، خاصة قبالة السواحل الغربية لطريفة وفي عرض المياه الجنوبية لرأس طرفاية، ما يجعل إبحار القوارب الصغيرة والأنشطة البحرية الترفيهية محفوفًا بالمخاطر، على الأقل إلى حين انقضاء هذه المرحلة.
وفي انتظار تحسّن مرتقب ابتداءً من نهاية الأسبوع، يُرتقب أن تستمر هذه الاضطرابات في التأثير على سلاسة التنقل البحري وتُخضع أنشطة الموانئ لشروط احترازية مضاعفة، في منطقة يعتمد فيها جانب مهم من التواصل اليومي على البحر كجسر وصل بين ضفتي المتوسط.