بقلم: البشير الحداد الكبير*
إن حصول المغرب على نظام HIMARS المجهز بصواريخ تكتيكية من نوع ATACMS والقنابل المجنحة بعيدة المدى من نوع JSOW AGM154C هي رسالة واضحة للعالم بأسره ولأعداء وحدتنا الترابية بأن المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه العلاقة الإستراتيجية ليست وليدة اللحظة، بل لها جذور عبر التاريخ، دون أن ننسى بأن المملكة المغربية الشريفة هي أول دولة اعترفت بإستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
إن حصول المملكة، على هذه الأنظمة العسكرية هي رسالة من البيت الأبيض الأمريكي بأن علاقتنا به لا تتغير بتغير الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي، وهذا ما لاحظناه بتغير الإدارة الأمريكية منذ سنتين،حيث أن أعداء وحدتنا الترابية كانوا يظنون بأن الرئيس بايدن سيلغي قرار الرئيس السابق ترامب بخصوص الإعتراف بمغربية الصحراء.
لكن خابت ظنونهم وتأكدوا بأن القرار الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء هو قرار سيادي يخص الدولة الأمريكية ككل وليس قرار سياسي يتغير بتغير الرؤساء،وهذا ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2022.
إن العلاقات المغربية الأمريكية لاسيما في المجال العسكري والأمني تزداد يوما بعد يوم متانة وصلابة، إذ نلاحظ الزيارات المتبادلة للعديد من الأطر الأمنية والإستخباراتية والعسكرية في كلا البلدين، ولعل آخرها زيارة مدير الإستخبارات المركزية الأمريكية للمغرب واستقباله من طرف السيد عبد اللطيف حموشي،المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني،في شهر أبريل 2023.
وتجدر الإشارة أن المغرب وضع أيضا خارطة طريق واضحة بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التعاون العسكري خلال العشرية 2020-2030 قصد النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار في قطاع صناعة الدفاع.
وفي الختام نقول أن التعاون العسكري المغربي الأمريكي، يبين للعالم بأن المغرب حليف إستراتيجي وشريك موثوق به لما يتمتع به من مصداقية، ولما له من دور في نشر السلم والإستقرار بالعالم وبالمحيط الإقليمي، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أنه في كل سنة يتم تنظيم “مناورات الأسد الإفريقي” بقيادة المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم تنظيمها هذه السنة أيضا، وهذه إشارة واضحة على العلاقات القوية بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية.
إن حصول المغرب على هذه الأنظمة العسكرية المتطورة بهدف تطوير منظومته العسكرية وللحفاظ على الأمن بالمنطقة المغاربية والإفريقية ككل ولعل الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2021 أكد فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أسماه الله وأعز أمره بأن المغرب له دور فعال في نشر السلم والأمن بمحيطه الإقليمي.
إن أهم التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية “التحدي الأمني”، إذ أن هناك خطر إرهابي كبير لاسيما أن داعش تمت هزيمتها بكل من سوريا والعراق وبالتالي غيرت من وجهتها ووجدت أن منطقة الساحل هي المكان الجديد لكي تنشط وتخطط لأعمال إرهابية، وبما أن المغرب يلعب دورا محوريا في القارة الإفريقية وله مقاربة ناجعة في تفكيك الخلايا الإرهابية وبالتالي سيلعب دورا رياديا في احتواء التمدد الإرهابي بمنطقة الساحل.
*باحث في سلك الدكتوراة بكلية الحقوق بطنجة