كشفت دراسات علمية حديثة أن انتظار تحقق الطموحات والأحلام، خاصة عندما يستغرق وقتا طويلا دون نتائج ملموسة، يمكن أن يُحدث تأثيرات نفسية عميقة، تصل أحياناً إلى اضطرابات مزمنة في المزاج والسلوك.
ووفقاً لنتائج نُشرت في المجلة العلمية Frontiers in Psychology، فإن الأفراد الذين يربطون شعورهم بالرضا بتحقيق أهداف كبرى مؤجلة، يكونون أكثر عرضة للقلق والتوتر، مقارنة بمن يتعاملون مع الحياة على مراحل صغيرة.
وتشير الدراسة إلى أن “الارتباط النفسي المفرط بهدف مستقبلي قد يحرم الفرد من الاستفادة العاطفية من لحظات الحاضر”.
وفي دراسة أخرى حديثة صادرة عن جامعة ستانفورد، تبين أن طول فترة الترقب دون دعم اجتماعي أو بيئة محفزة يزيد من احتمال ظهور أعراض الاكتئاب، خاصة لدى الشباب الذين يعيشون في مجتمعات تنافسية أو يعانون من ضغط اجتماعي لتحقيق النجاح.
من جانبها، أكدت أخصائية علم النفس الإكلينيكي، د. صونيا ليفي، أن “الأمل ضروري، لكن عندما يتحول إلى هوس يومي دون خطة واقعية، يصبح عبئا على الصحة النفسية”.
وتوصي الأبحاث بضرورة تبني مقاربة نفسية قائمة على “تقسيم الأهداف الكبرى إلى خطوات يومية”، وممارسة تمارين الوعي الذهني (mindfulness)، مع التركيز على الإنجازات الصغيرة عوض تأجيل الشعور بالسعادة.
ويرى مختصون أن تأثير الانتظار يتفاوت حسب البيئة والتنشئة والدعم النفسي، غير أن الرسالة العامة واضحة: الطموح وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى توازن داخلي، واقعي، ومبني على المرونة النفسية.
وتأتي هذه الدراسات في وقت تتزايد فيه ظواهر القلق المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسود نمط مثالي في عرض الإنجازات، ما يزيد من شعور بعض الأفراد بأنهم متأخرون في سباق الحياة.