بمرور 17 سنة على تاريخ الزيارة الوحيدة التي قام بها ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس، الى مدينة سبتة المحتلة، يسجل مراقبون عدم وحود مثل هذه الخطوة في أجندة الملك الحالي فيليبي السادس.
وكانت تلك الزيارة في مثل هذا اليوم، قد أثارت غضبا دبلوماسيا من طرف السلطات المغربية، انطلاقا من موقفها الثابت القائم على اعتبار سبتة ومليلية المحتلتين، جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة.
ورغم الدعوات الداخلية لزيارة سبتة، إلا أن فيليبي السادس يتجنب ذلك في محاولة واضحة للحفاظ على التقارب المتزايد مع الرباط، لا سيما بعد المصالحة التاريخية في مارس 2022، التي اعقبت أعنف ازمة دبلوماسية بين البلدين، بسبب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو بهوية مزورة.
وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا تطورًا إيجابيًا في السنوات الأخيرة، نتيجة التعاون الوثيق بينهما في ملفات محورية كالأمن والهجرة غير النظامية، فضلًا عن التجارة، مما أسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتذهب بعض التحليلات، منها تلك التي نشرتها صحيفة “الفارو” يوم الثلاثاء، الى غياب موضوع زيارة سبتة في أجندة الملك الاسباني من باب تجنب ما قد تثيره هذه الخطوة من حساسية دبلوماسية.
وفي هذا السياق، يبدو أن فيليبي السادس يتبنى نهجًا دبلوماسيًا حذرًا يراعي الحساسيات المغربية، ويركز على تعزيز الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
يرى المحللون أن امتناع فيليبي السادس عن زيارة سبتة يأتي كجزء من سياسة إسبانية جديدة تستهدف حماية المصالح المشتركة، وتجنب أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على الشراكة مع المغرب، خاصة في ظل اعتماد مدريد على الرباط كشريك محوري في مواجهة التحديات الإقليمية.