اختارت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي، الثقافي، الاجتماعي والرياضي أن تستحضر، مساء الجمعة، سيرة الراحل نور الدين الصايل في أمسية بوح واعتراف احتضنها مركز التقاء الشباب بالقصبة، الذي يحمل اسمه، في أجواء حميمية استرجعت محطات رجل نادر طبعت بصماته مجالات الفكر والسينما والإعلام.
ويندرج هذا اللقاء في إطار برنامج المؤسسة الهادف إلى تثمين الذاكرة الثقافية لمدينة طنجة، وترسيخ ثقافة الاعتراف بأسماء بصمت التاريخ الوطني بحضورها الإبداعي والتنويري.
وأكد رئيس المؤسسة، عبد الواحد بولعيش، أن تكريم الصايل ليس مجرد لحظة وفاء، بل “واجب أخلاقي وثقافي تجاه رموز هذه المدينة ممن رفعوا راية المغرب عاليًا في المحافل الدولية”، مشددا على أهمية ترسيخ ذاكرة الأسماء اللامعة في الوجدان الجماعي للأجيال الصاعدة.
وعاش الحضور، الذي ضم مثقفين وفنانين وأكاديميين وأفرادًا من أسرة الفقيد، لحظات مؤثرة وهم يصغون لشهادات أصدقاء ورفاق الصايل، من بينهم الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، والناقد السينمائي خليل الدمون، والدكتور عبد الحق بخات، وسعيد كوبريت، والدكتور مصطفى الغاشي، والكاتب عبد السلام الفتوح، إلى جانب المدير الجهوي لقطاع الشباب عبد الواحد اعزيبو المقراعي، وابن الراحل الذي استحضر عشق والده العميق لطنجة.
من حومة “خوصافات”، حيث ولد سنة 1948، انطلق الصايل نحو مسار استثنائي جمع بين الفلسفة والسينما والإعلام.
اشتغل أستاذا لمادة الفلسفة ومفتشا تربويا، قبل أن يتولى مناصب كبرى أبرزها إدارة القناة الثانية، وإدارة المركز السينمائي المغربي، كما راكم تجربة إعلامية دولية بارزة في قناة “كنال بلوس” الفرنسية.
واختتم اللقاء بكلمة مؤثرة لصديقه المقرب أحمد بوغابة، الذي قرأ رسالة خاصة من زوجة الراحل، نادية لارغيت، اعتبرت فيها أن الصايل “كان استثناءً في الفكر، وفي الحضور، وفي الوفاء لعائلته ومدينته ووطنه”.