صدر حديثًا عن “مؤسسة الشهيد امحمد بن عبود” بمدينة تطوان كتاب جديد باللغة الفرنسية يؤرخ لتاريخ المدينة منذ الحقبة القديمة حتى بداية القرن العشرين، معتمدًا على دراسات أنجزها الباحث الفرنسي ألكسندر جولي سنة 1906 ضمن أعمال البعثة العلمية الفرنسية بطنجة.
قام المؤرخ المغربي عبد الحفيظ حمان بجمع هذه الدراسات وإعادة ترتيبها في كتاب موحد، مصحوبًا بمقدمة تحليلية تهدف إلى تحديد المواضيع الرئيسية واحترام التسلسل التاريخي للأحداث، مما يسهل على الباحثين والقراء الوصول إلى المعلومات في مؤلف واحد.
يتضمن الكتاب أربعة فصول رئيسية، حيث يتناول الأول الجغرافيا الطبيعية والعمرانية لمدينة تطوان، فيما يركز الثاني على التطور التاريخي للمدينة، متناولًا أصل التسمية والأحداث الكبرى التي شهدتها، مع تخصيص أحد عشر فصلًا لحرب تطوان وما خلفته من تداعيات.
أما الفصل الثالث، فيقدم تحليلًا دقيقًا للصناعات والحرف التقليدية، مستعرضًا الجوانب التقنية والعلمية لهذه الأنشطة، بينما يسلط الفصل الرابع الضوء على الحصار الذي فرضته القبائل الجبلية على تطوان بين عامي 1903 و1904 وتأثيراته السياسية والاجتماعية.
يُعد هذا العمل إضافة مهمة إلى المكتبة المغربية، حيث يعيد جمع مونوغرافيا تاريخية تتألف من ألف صفحة نُشرت سابقًا في “الأرشيفات المغربية”، ليكون بذلك مرجعًا رئيسيًا للباحثين المهتمين بتاريخ تطوان والمغرب.