طنجة 24 – محمد سعيد أرباط: مثلما كانت طنجة على مدى تاريخها، ملتقى المبدعين والفنانين من مختلف العالم، فإن هذه المدينة، كانت أيضا مسقط رأس الكثير من هؤلاء المشاهير، الذين ذاع صيتهم على مستوى عالمي، في العديد من المجالات الثقافية والفنية والسياسية.. هؤلاء الأفراد يختلفون أحيانا في الديانات والجنسيات والانتماءات والانجازات… لكن هو قاسم مشترك واحد يجمع بينهم ويوجد في أوراقهم التعريفية هو: مكان الازدياد: مدينة طنجة.
“كوليت مارس”
كوليت مارس (colette mars) هي مغنية وممثلة شاركت في العديد من الأفلام الفرنسية في حقبة الاربعينيات والخمسينيات وكانت دائمة الحضور في أبرز أفلام هذه الحقبة تحت هذا الاسم الفني “كوليت مارس” في حين أن اسمها الحقيقي هو نيكول فيليسي إيميلي (nicole félicie emilie).
ازدادت نيكول أو كوليت مارس بمدينة طنجة في 10 غشت من سنة 1916 من أبوين فرنسيين وترعرعت بطنجة قبل أن تتوجه إلى فرنسا لإبراز موهبتها في الغناء والتمثيل، وكان أول ظهور لها في السينما سنة 1947 في فيلم ( miroir) لمخرجه الشهير ريموند لامي مجسدة دورة مغنية موهوبة.
وظهورها الأول هذا فتح لها الأبواب لتكون حاضرة في أبرز الافلام الفرنسية نظرا لموهبتها الكبيرة في الغناء والتمثيل معا التي أبانت عليهما في مشاركتها الأولى تلك، فمثلت في فيلم (aux yeux de souvenir) وفيلم (sombre dimanche) سنة 1948 وفيلم (menace de morte) سنة 1949.
وفي سنوات الخمسينيات كانت قد أصبحت من الفنانات المعروفات عند الجمهور والوسط السينمائي الفرنسي فبرزت في فيلم (les dents longues) سنة 1952 وفيلم (leguignon guérissuer ) سنة 1954 وفيلمي (cargaison blanche) و (la garçonne) سنة 1957، في حين أن سنوات السيتينيات لم تظهر إلا في فيلم (les sultans) سنة 1965 بينما كان فيلم (dernier domicile connu) سنة 1969 هو الظهور الاخير لها على الشاشات السينمائية إذ توارت عن الأنظار بعد ذلك بصفة نهائية.
وفي سنة 1995 وعن عمر يناهز 79 سنة، ودعت كوليت مارس الحياة، ومن عجائب الصدف أن هذا الرحيل كان في منتصف شهر مارس الذي حملت اسمه في المجال السينمائي، وتم دفن جثمانها بمدينة سيون السويسرية بعدما كانت صرختها الأولى في الحياة قد أطلقتها من مدينة طنجة سنة 1916.