في خطوة تعكس الجهود المستمرة لحماية وتعزيز التراث الثقافي المغربي، يعمل المغرب على ترسيخ مكانة القفطان كرمز حضاري، مستهدفاً تسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو بحلول عام 2025.
يأتي هذا التحرك بعد جدل ثقافي طويل حول الأحقية بهذا الزي، خاصة مع الجزائر التي حصلت مؤخراً على تسجيل بعض الأزياء التقليدية ضمن التراث العالمي.
و يُعتبر القفطان المغربي مزيجاً من التأثيرات التاريخية والحضارية، إذ يعود أصله إلى الحقبة الموحدية في القرن الثاني عشر، مع لمسات تطورت عبر العصور بفضل التمازج الثقافي مع الحضارات الأخرى، من بغداد إلى قرطبة وإسطنبول.
وأصبح القفطان رمزاً للأناقة والنبل، وارتدته الشخصيات التاريخية مثل السلطان أحمد المنصور الذهبي.
و في العقود الأخيرة، شهد القفطان تطوراً كبيراً ليواكب العصر، خاصة مع ظهور مصممين مغاربة مثل زينب جندي وسارة الشرايبي، إلى جانب دور أزياء عالمية مثل ديور وإيلي صعب التي استوحت منه تصاميمها.
وقد أصبح القفطان المغربي جزءاً من عروض الأزياء العالمية ومهرجانات السينما مثل مهرجان مراكش السينمائي الدولي.
إلى جانب الجهود الثقافية، يسعى المغرب لتنظيم هذا القطاع عبر وضع إطار قانوني لحماية الحرف التقليدية المرتبطة بالقفطان. وتشمل المبادرات إطلاق علامة “الإرث المغربي” وتطوير برامج تدريبية لتأهيل الحرفيين، ما يعزز القيمة الاقتصادية لهذا الزي التقليدي.
يُشار إلى أن القفطان يمثل أكثر من مجرد قطعة أزياء، فهو نافذة تعكس الحضارة المغربية ووسيلة لدعم الاقتصاد المحلي.
ومع تصاعد الطلب عليه في أسواق الشرق الأوسط، يأمل المغرب في استخدام القفطان كأداة لتعزيز صورته كبلد حديث متجذر في التقاليد.