أطلق عدد من شباب إقليم الدريوش حملة رقمية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “أوقفو_نزيف_الادمان”، بهدف دق ناقوس الخطر بشأن تفاقم ظاهرة تعاطي المخدرات في صفوف المراهقين والشباب، خاصة مع الانتشار المقلق للمخدرات الصلبة، وفي مقدمتها الكوكايين، داخل الأوساط الهشة والحساسة.
وقد تفاعل المئات من أبناء الإقليم مع الحملة الافتراضية، التي تحولت إلى مساحة للتعبير عن القلق الجماعي إزاء ما وصفه مشاركون بـ”الانهيار الصامت” الذي يهدد مستقبل شباب المنطقة، في ظل غياب سياسات وقائية فعالة وتراجع البدائل الاجتماعية والاقتصادية.
ودعا النشطاء إلى تعبئة جماعية من مختلف المتدخلين، من سلطات عمومية ومجالس منتخبة وجمعيات المجتمع المدني، لتطويق الظاهرة من جذورها، عبر مقاربة شاملة ترتكز على الوقاية والتأطير والتتبع النفسي والاجتماعي، بدل الاقتصار على المعالجة الأمنية.
وشدد العديد من المتدخلين ضمن الحملة على ضرورة خلق فرص شغل حقيقية، وبناء فضاءات للتعبير الثقافي والإبداع الفني والأنشطة التربوية، تمكّن الشباب من التفريغ الإيجابي وبناء مسارات شخصية بديلة عن العنف الذاتي والانزلاق نحو الإدمان.
في غضون ذلك، أعاد نشطاء محليون طرح السؤال حول مصير مشروع المركز الطبي للوقاية والعلاج من الإدمان بجماعة امطالسة، الذي أعطيت انطلاقته العام الماضي في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، بميزانية قدرها 3 ملايين درهم، وبمدة إنجاز حُددت في 12 شهراً.
ورغم مرور قرابة سنة ونصف على إعطاء الانطلاقة الرسمية للمشروع، لا يزال المركز غير جاهز، ما يطرح علامات استفهام حول أسباب التأخير، وجدوى البرامج المعلنة في ظل تصاعد حالات الإدمان، وغياب بنية استقبال متخصصة للتكفل بالعلاج وإعادة الإدماج الاجتماعي للمدمنين.
ويأمل نشطاء الحملة أن تساهم هذه التعبئة الافتراضية في تحريك المياه الراكدة، ودفع المسؤولين المحليين والجهويين إلى اتخاذ خطوات ملموسة قبل أن تتحول الظاهرة إلى أزمة مجتمعية مفتوحة على كل الاحتمالات.