أثار تدخل ميداني لسلطات طنجة، موجة استياء واسعة في أوساط السكان، بعدما قامت فرق ميدانية بقتل عدد من الكلاب والقطط الضالة وسط المدينة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق العملية، التي اعتُمد فيها على إطلاق النار في واضحة النهار، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول طريقة تعامل الجماعات الترابية مع الحيوانات غير المملوكة، خاصة في ظل غياب بدائل مستدامة.
التحرك الذي تم في منطقة آهلة، لم يكن معزولاً عن ردود فعل الشارع. فقد عبّر عدد من المواطنين عن امتعاضهم من الأسلوب المعتمد، واعتبروا أن هذه الممارسات “غير إنسانية” وتعكس تراجعاً عن المقاربات التي تبنّاها المغرب في السنوات الأخيرة، من قبيل التعقيم، التطعيم، والإيواء المؤطر.
وتقاطع هذا الاستياء المحلي مع مظاهر احتجاج رمزية في فضاءات أخرى. ففي ملعب كرة القدم، وأمام آلاف المتفرجين، رفع أحد المشجعين لافتة كتب عليها: “المغرب توقف عن قتل القطط والكلاب”، في إحالة صريحة على ما يجري في شوارع طنجة ومدن أخرى.
في المقابل، لم تصدر الجماعة أي توضيح رسمي بشأن دوافع التدخل أو طبيعته، وهو ما دفع فاعلين مدنيين إلى الحديث عن مراسلة مرتقبة ستُوجّه إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، للمطالبة بتوضيحات ومحاسبة الجهات المسؤولة، مع طرح بدائل تحترم كرامة الحيوان وتراعي التوازن البيئي داخل النسيج الحضري.
ويثير استمرار هذه المقاربات المعتمدة على “الإعدام الميداني”، وفق تعبير بعض الفاعلين، تساؤلات جوهرية حول غياب استراتيجية حضرية واضحة لتدبير ملف الحيوانات الضالة، في وقت تراكمت فيه توصيات من منظمات حقوق الحيوان وخبراء الصحة العامة.